أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحه التعليمات بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هناإذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.
اخر المواضيع
قائمة الاعضاء
افضل 20 عضو
الدخول

قصة الاوراق في زمن الماضي

حفظ البيانات؟
الرئيسية
التسجيل
فقدت كلمة المرور
البحث فى المنتدى


دردشة عراقنا شات عراقنا دردشة عراقية شات عراقي
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 قصة الاوراق في زمن الماضي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عـالم توون39




عدد المساهمات : 2
تاريخ التسجيل : 02/08/2013

قصة الاوراق في زمن الماضي Empty
مُساهمةموضوع: قصة الاوراق في زمن الماضي   قصة الاوراق في زمن الماضي Emptyالجمعة أغسطس 02, 2013 10:42 pm

حملتُ قلمي وأوراقي، وجلستُ معه حول الطاولة الدائرية، وأنا أوقنُ من أول الوهن، وارتعاش أصابعي، أني لن أكتب شيئاً ذا قيمة..

((.. وبعد ذلك نعمل على إنشاء الهيكل الإداري، وتعريف النظام وفق الوثائق المتوفرة، وملخصات الاجتماع الأخير، ......))

رسمتُ خطوطاً ترمز للهيكل، وكتبتُ "وثائق"، و "ملخصات"،.. وقلبتُ الورقة.

وجهي كان منفعلاً.. تتماسكُ ملامحه بصعوبةٍ أمامه، وكلماته الدقيقة التي تتحول كل منها إلى مهمة عليَّ إنجازها قبل انتهاء الدوام كانت تضيع في متاهة أعصابي المنهارة، أنا الذي تعودتُ أن ألتقط كل تعليماته بتركيز، وأدونها في مساحةٍ عقليةٍ بيضاء، وأسعى لتنفيذها بحذافيرها.. لعل راتبي يزيد!.

هاهو يسكت قبل أن يتم عبارته طالباً مني إكمالها برهاناً للمتابعة، فلا يستقبل مني إلا الصمت الذي ألوكه في فمي بمرارة!.

- ما بك يا ولدي؟

- لا شيء.. سرحت قليلاً

انتبهتُ أن صوتي خرج واهناً!، وكأنه عبر مفازاتٍ من القلق قبل أن يصل إلى شفتيّ، حاولتُ تبريره بنحنحةٍ قصيرة، واعتدلتُ في جلستي لأحثه على تجاوز ذهولي، ومتابعة الحديث..

(( تقارير البيانات الأولية يجب أن تصدر أولاً، وأرجو أن تكون جاهزة خلال يومين على الأكثر..))

يومان منذ غاب صوتكِ عن هاتفي!، وبدأ خصامنا الصامت يكرِّس كبريائين متعاكسين في حب حائر، ربما كانت نبرتكِ أبرد مما تحتمل عظام كرامتي، وربما كان جبيني الموجوع بالحمى يشتتني تماماً، ويصبغ نبرتي بلا مبالاةٍ أحنقتكِ!.

أنغرس القلم في صدر الورقة ببطء، وبدأ يتسرب خارج الاجتماع..

لأن كرامتي هذه تتحول إلى كيسٍ مثخنٍ بالثقوب منذ أن تعلمتُ الحب.. كان يجب ألا أعيد أنا الاتصال بكِ، قلتُ لنفسي في غضب تلك الليلة: كفى ابتلاعاً للإهانات أيها الرجل البالوعة، حاول أن تبتلع حنظلة الصبر هذه المرة.. من أجل رجولتك.. ماهيتك في الحياة!.

"رجولتك"، "ماهيتك في الحياة"، ......

وجاء اتصالكِ هذا الصباح، بدا رنين الهاتف المبحوح غريباً مثل طائر مهاجر بلغ البلد لتوه، تأملتُ رقمكِ بقلق، والتفتُّ إلى كبريائي.. أسأله المشورة..

وافق بعد نبضتين.. وأومأ لي بموافقته، فجررتُ نفساً صعباً إلى صدري، ورددت..

- أهلاً.. حبيبتي !!.

واندفع صوتكِ مثل تيار كهرباء مجنون..

- أكرهك.. أخرج من حياتي أيها الأناني التافه.. غب شهراً شهرين.. أو لا تعد أبداً، أنت لا تهمني..

- .....................

- تافه !

- حبيبتي !!

وانسحب نشيجك الأخير في أذني مثل كمانٍ مكسور، قبل أن تقطعه نغمة الهاتف الرتيبة..

"تافه"، تـــافـــه"، ....

التفتُّ مصروعاً بالذهول، مصفوعاً بحقيقة التفاهة التي تلبسني الآن!، يميناً ويساراً، وغاب صوتكِ مرةً أخرى، وانزوى كبريائي في ركنٍ بعيدٍ متجنباً التقاء أعيننا، وأعلن المراسل بداية الاجتماع الصباحي..

من أمامي.. راحت كل الأشياء تأخذ شكلاً بلورياً وكأنما أنظر إليها من خلال قطعة زجاج مهشمة، مرت لحظاتٍ ملوثة بالسواد قبل أن أستوعب أن في جفني دمعة!.

لماذا دائماً.. نفس الكلمات!.

لماذا دائماً أجد نفسي في سلة القمامة.. في آخر كل قصة حب!

((.. بعد أن تنتهي من تفريغ البيانات في القوائم، تخلص من الأوراق القديمة عديمة الفائدة.. مفهوم!!))

"تنتهي"، "عديمة الفائدة"،....

- هل سجلت كل الملاحظات؟

- نعم طال عمرك، سجلتها..

وطويت ورقتي على ما فيها.. وقمت، وفي البيت.. قرأتها مرتين، ثم كتبتُ في أعلاها بخط عريض ((الأوراق القديمة))!.

بالفعل.. لم أكتب شيئاً ذا قيمة!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة الاوراق في زمن الماضي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
دردشة عراقنا :: منتديات عراقنا الادبية :: منتدى القصص والحكايات-
انتقل الى:  

بدعم و تطوير من : منتديات اور اسلام
Powered by Ourislam1 . Copyright © 2012