لخبطة رأس
أندفعت أكتب بعض خواطرى . فى أى كهف مسحور كانت مدفونة . تركت نفسى أكتب على سجيتى . بلا قيود ولا أفكار مسبقة ولا مشروع فى ذهنى ولا نهايات محددة. لم أقصد أن أعود الى البيت أو الخروج منة .. لم أقصد أى شىء...

جلست على الأريكة أتابع أبنتى تلعب بدميتها على أرض الغرفة ؛ وكوب الشاى قابع على منضدة صغيرة وتصاعد بخارة دليل على سخونتة .. ونظرت على التلفاز .. ثلاث فتيات يمسكن بالميكرفون ويملئن الدنيا كلام.. كلام ..كلام.. والمذيعة بالأستوديو تسأل كل واحدة منهن ؛ ماالأخبار لديك ؟؟
بشرى ... جيفارا ....... شرين أبو عقلا .....
ويجبن ....
بعد المعركة مشيت . تركت نفسى أمشى بين أشلاء القتلى لمسافة بعيدة .. بصعوبة كنت أجد لقدمى مكاناً على الأرض القتلى يتجاورون ... الدم تخثر على الجثث والرمال .. النمل يرعى فى الأجساد الممزقة . أختلطت الكوفيات الحريرية بعضها ببعض.. وفجأة ... خرجت أبنتى من الغرفة ... وأرتشفت رشفة من كوب الشاى وقد كنت نسيتة ولم ينسانى .. وبدلت قناة التلفاز
....
" رجل بإبتسامة باهتة .. وضحكة مكسورة تفتقد كل الألوان.. ويأس يعلو رأسة إن كان لة رأس ... فقد كان قد مات قبل أن ينطق بكلماتة الهزيلة كضحكتة التى شابها ذل وحسرة .. العرب لايستطيعون الحرب ... ويقاطعة الصحفيون ... بهمهمات و صيحات مبحوحة الصوت .. وتعلو وجهة الكئيب ضحكة مهزومة من الذل .. فلم تعلو فمه المشئوم.. وفجأة .. تدخل أبنتى ومعها مشط تمشط دميتها ورمقتها بنظرة ورحت برأسى الى الوراء ليحمل مقعدى ثقل ألامى ....
وبدلت القناة .... وسمعت من يزجل بكلمات ربما كان بيرم التونسى :
من كان يتيم ضاعت أهلة ... فى البلد دى أهو ضاع
وأتمد من ضعفة وجهلة ...... بالليالى وجاع
لو كان أسير كان على مهلة ..... للذوات ينباع
لكن أهالى بلاد حرة ....... شغلوة خدام

وفجأة ... أطاحت أبنتى بدميتها وأسرعت مبتعدة .. ماما .. ماما ....... وساد صمت الغرفة
.....
وساد صمت الغرفة .......
وتسارعت نبضات قلبى نشاذاً بين بيات ونهاوند..
وعض الأم قلبى وخرج ثائراً فعض على أناملى فأنتفضت مسبحتى فى يدى هاربة ...
وتقطعت حباتها شاردة عن دلايتها ولم يعلق بحبلها إلا حروف قليلة ...... فأنحنيت أبحث عن كلماتى فى أرضية الغرفة ... عفواً عن حباتها ... وقد كانت مبعثرة حروفها لم تكتمل إلا من كلمة واحدة ... لم أجدها على أرضية الغرفة بل متمسكة بما بقى من مسبحتى .. الدلاية والحبل فى يدى ..
فأخذت أقلبها وأخاف أن تنفرط هى الأخرى ... فما تكون تلك الحروف المتمسكة بمسبحتى ... اقصد ماتبقى منها
والتى ترفض أن تهرب أو تثور أو تغادر أو تتركنى مع صمتى ... أنها كلمات صمتى وألمى......
ويصرخ الصمت حولى ... ويصرخ الصمت حولى .. ألا تسمعين .. لماذا كل الدمى خرساء بلا قلب ؟؟؟؟
...
وفجأة تدخل أبنتى الغرفة صائحة .. بابا بابا ...
بابا .. بابا .. ألحقى ياماما ... ما ما.... مامـــــــــــــــــــــــــــــــا... وأتت الزوجة مهرولة ونظرت فى عينى .... فأندفعت دمعة من عينى بدون أستأذان الى أرضية الغرفة ... ولم تقل زوجتى شيئاً وأخذت يدى بيدها والأخرى بالصغيرة مريم .... ومشينا الى غرفة النوم ... وقالت أسترح وأرمى كل ألامك ... وأنسى أنسى كل شىء .. كل شىء .... فعندما يخنلط الحلم بالسراب والوهم بالحقيقة والمعقول بلامعقول .... فتش عن العقل وأى عقل ....
وأنسحبت وأغلقت الغرفة على بعد أن خفضت الأضاءة . وعيناى يحانيها النوم وبين يقظة ومنام أفتش عن العقل ... ومن بعيد والنوم أقرب .... أة... أة العقل؟؟.... العقل ... نعم العقل هو الإصابة بالظن ومعرفة ماسيكون بما قد كان .... بما قد كــــــــــــــــــــان .... بما قد كـــــــــــــــــــــــــــــــــ ـان ... وسافرت فى نوم بعيد بعيد ولا أحمل برأسى غير لخبطة رأس

جزاااك الله كل خير اخي ع هذا الموضوع الاكثر من مفيد