صحوة قلم
لاشئ يضاهي فنجان الشاي في برد هذه الليله امام شباكي الذي علاه الضباب وقطرات الماء المنسابه لتحفر اخاديد بين بياض الضباب اجلس وانظر من نافذتي حيث منظر الناس والجماد تشوه من وقع المطر
يتصاعد بخار الشاي من فنجاني الابيض كلون مفرش طاولتي وزهوري امامي نائمه على الطاوله تتنفس بخار الشاي . ما اجمل تلك الرائحه!
تلك الرائحه العبقه التي ملأت المكان شاي وشتاء وعطرت الاثنين رائحه النعناع المتبخره مع بخار الشاي . امسك قلمي والدفتر واحاول ان احاور احاسيسي او ان انفض بعض الغبار عن بعض مشاعري الدفينه وادفئ قلبي الذي بات يبرد مع بروده هذه الليله ولعله هو من جعل هذه الليله ابرد من المعتاد .
تأرجحت افكاري امامي ذهبت واتت وتداخلت لم استطع الكتابه , لعله وهن الشتاء او ظلمه المحيط .
بدأت اخط اولى الكلمات بترقب وحذر وكاني اتعلم التهجئه لاول مره وانا اراقب شريط احداث اليوم يمر امام عيني وتجاوزته الى الامس وربما فكرت فيما سيحدث في الغد .
لم اجد المنفذ الى حبر القلم المحبوس في شرايينه كان يخذلني لكما استفزتني بعض الاحرف فيحتقن الحبر ويأبى ان يعانق صفحاتي العذراء
بينما كنت اراقب اطلال افكاري لمحت شيئا خطف امام ناظري خلف ستار الماء والضباب امام نافذتي الشاحبه وبترقب توجهت نحو شاشتي الى العالم الخارجي فكانت فراشه مسكينه تصارع الرياح والمطر
............ كانت الفراشه المسكينه تصارع الرياح والمطر , تتراقص تاره بارتفاع واخرى تهوى تكاد ترتطم بالشارع المبلل , قطرات الماء تنساب على جناحيها كمثل اللؤلؤ المتناثر كانت حائره مثلي .
فتحت نافذتي فأستل برد الشتاء سيف هوائه الزجاجي عليّ وملأ المكان بثانيه مزق دفء جهدنا باعداده ساعات طويله , بحركه جريئه دخلت فراشتي وبأرجحه متهالكه وصلت الى زهراتي النائمه وبخفه كي لا توقظها حطت عليها نظرت اليها كانت تخبرني ان اغلق النافذه فقد وجدت نافذتها الى الخلاص .
جلست بهدوء حتى لا افزعها وتأملتها مليا وامسكت بالقلم وبدأت باسم الله لأصور جمالها بكلمات بدت الصوره اكبر من حجمها لكنها هزيله لم اجد الكلمات المناسبه لقد كانت الفراشه تلخص كلاما في الجمال لا يمكن ان ادركه بقلمي , لم اجد التعبير , خفضت رأسي على الطاوله ولم اشعر بما حولي كنت غارقه في الاحلام لدقائق حلمت اني اشرب القهوة بدل الشاي ورائحه الهيل عوضا عن النعناع وكان الوقت صباحا , سمعت زقزقه العصافير وقد تسلل النور من بين طيات ستائري على صفحاتي ليعلن ثوره القلم , في المنام كتبت وكتبت حروفا بدأت تتوهج وتتوهج وتغادر الصفحه وتطير من حولي , رسمت فراشات ذهبيه تتطاير في الجو .
كان المكان خيالي والاشياء رائعه لولا ان الرعد دوى وحجز لي تذكره باتجاه واحد الى الواقع
استيقظت فزعه , انتهت تلك التجليات الرائعه , كان البرق يقهقه بنوره ضاحكا على طريقه استيقاظي, كان الظلام يعم ارجاء المكان وكان الشاي باردا كالثلج شباط وزهوري رماديه اللون وفراشتي ............ تتصارع على اشلائها اربع نملات ماذا حصل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ........................
لم اعرف وقتها لكن لزم الامر بضع دقائق اخرى كي اعلم ما حصل
انه احتضار القلم وشتات العقل. مر النهار سريعا مثل الليل وتلاحقت ايامي وانا انتظر الالهام انتظر صرخه القلم انتظر ان تفيق كلماتي من غفوتها التي دامت عشرة اعوام , يال هول تلك السنين كانت رماحا في خاصرتي وخناجر في حنجرتي وانين بكل قطعه من قطع افكاري
ثم وفي يوم ما نادتني اقلامي واوراقي من جديد لكن لتعقد صفقه ......!
انها مصالحه جديده فريده كانت البنود :
1)لا نفاق
2)لا تكتبي حرفا وحيدا
3)لا تناشدي ضيق الصدور
4)لا بيع لحبرنا لغير مستحق
كان نصها اني انا الموقعه ادناه :يارا جبر
اهب قلبي وقلمي الى المكان الوحيد الذي اعشق حروف اسمه وللصفحه الوحيده التي اعشقها واعشق روادها وازهارها
الى منتداي الوحيد
برامج نت
مع الحب
النهايه
يارا جبر
__________________