ماذا بقى و ماذا سيأتي ؟
و مضى العمر بنا و أحداث الطفولة التائهة
و قصص الحنين المحنطة
كما تمضي الأجنحة الملونة بألوان الشتاء الى ذلك الافق النائي
تُحَلِقُ في متاهات الماضي و الحاضر و الحلم القاهر
تتوالى العثرات من أيام الإغريق
عصرا بعد عصر .. نتلوها في قصيدة شعر
أو خاطرة عابرة من حروف و نثــــــــــر
تتبعثر كأوراق الخريف في حدائق الشمال
بقى كل شيء في الذاكرة
و سيأتي كل شيء بعدها .. أو لا يأتي شيء
بقى ذلك السفح المعشوشب المطل على خيام الزمان البعيد
و أهازيج رتيبة ..
لا نعرف إنْ كانت أنات ضائعة أو ضحكات ساخرة
و للكلمات حياة خالدة و خرفات عنيدة تأبى الزوال
و لتاريخ الميلاد في طرق اللاعودة حكايا طويلة
و الفراغ يُـــنْبِتُ صُراخا و أنغام بلابل حزينة
تنمو جذوره في كل مكان ..
على اليابسة و على شواطئ النسيان
تصل الى القلب المسكون بالسفر
فيحن للرحيل و يرسم على أخاديد الوجع صُوره القرمزية
من بقايا الأمل الشارد و زنبقة الليل
كل شيء يرحل
حين ترحل العصافير
و تتجمد العبرات
و يسود الصمت العميق
ماذا يـُـــقال للمارين من هنا ؟
أَنْ ما زلنا نطوي الفيافي لنصل الى الغدير و العبير..
و أزهار النرجس المتخمة بالغبار
نمسحه بِأكُفِ الرجاء
و مسافاة العشق المتأرجح بين النار و المحيط
و تمتمات روحية تلهم الطريق
كل شيء هنا صامد كالصخر
كل شيء هنا يحيا على الصبر و بالصبر
كل شيء يترنح بين مد و جزر
كل شيء ينبئ بالسفر الى أقاصي الارض
فتعود دورة الزمان إلى سالف عصرها
و ترقص الفراشات على منابع الماء
و تتبخر الادخنة من تجاويف الصدر
فتنمو أغصان القلب و تنبض شرايين العمر
و تتلاقى رمال الجنوب بثلوج الاصقاع المتجمدة
و ها هنا تبدأ شلالات الحياة ...
أو تمضي حزينة في بِـــرَكْ الدهر