كانوا يمشون نحو هدفهم
وبثــبات
بثبات نستطيع أن نلاحظه في همتهم الممشوقة ..

وعيونهم
كانت عيونهم ترمق الجالسين على جانبي الطريق بنظرة
نـظرة غريبة
هل هي نظرة احتقار أم هي نظرة شفقة ؟!
لم أستطع أن أحدد في حينها ما هو الصواب فسرحت بين غياهب الغموض

غـموض النظرات !!
استوحيت من نظراتهم – التي اعتبرتها فريدة بين نظرات البشر – عِبرة
وانحدرت دمعة على وجنة تلك الفتاة !!
تلك الفتاة كانت تمشي في الطريق في الجهة المقابلة لأصحاب النظرات
ولنقل الحق كانت فتاة جميلة حسنة المظهر محتشمة اللباس نوعًا ما
وعيون هؤلاء القوم الغرباء اتجهت للمسكينة
أجل دعوني أصنفها بين الفتيات المسكينات اللواتي ليس لهن ذنب بما يحدث في طرقاتنا وشوارعنا
ونظراتهم اقتربت واقتربت لحد التلامس
لامست عيونهم عيونها
ويا ليت الأمر اقتصر على عيون الشابة الجميلة
بل كشرت نظراتهم عن أنياب القبح النفسي داخلهم واتجهت كالسكاكين تنهش في جسدها الشاب
مع أنها لم تكن سافرة أو خليعة المظهر !!
ولكن من يأبه للحشمة هذه الأيام .. المهم أنها أنثى شابة لها جسد حتى لو لم يكن موصوفًا برداء ضيق
بدا الضيق على قسمات الفتاة الطيبة ، ولمح أعيان الحارة ما يجري
لكن النخوة المعهودة أصابها التجمد الحاد ولم تمثل لفتاتنا الصريخ المنشود !!
تسمر الكل في مكانه والغرباء يقتربون من الفتاة ، إنها غريبة هي الأخرى عن المنطقة وحياؤها كان بمنعها من طلب نجدة الآخرين المجمدين !!

ولم ينجدها هؤلاء فاستجمعت قوى الشرف
وصرخت في وجههم
ودفعت بفرده حذائها في وجه أول المتقدمين منهم
وبصقت في وجه الآخر
فما النتيجة
تراجع المعتدون مذهولين .. هم اعتقدوها كمن تحرشوا بهم سابقا لكنها قوبة
كانت قوية لدرجة تكفيها من إيقافهم عند حدهم
وتكفيها لنصرة الشرف والخير
فتحية لها ..