التهاب العضلات والألياف المزمن قد يؤدي إلى اكتئاب المريض


يؤثر على أجزاء مختلفة من عضلات وأوتار الجسم
د.ياسر بن محمد البحيري



مرض الفيبروميالجيا (Fibromyalgia) أو التهاب العضلات والألياف المزمن شائع في المجتمع ولكنه غير مفهوم تماماً من الناحية الطبية، فهو يؤثر على اجزاء مختلفة من عضلات وأوتار الجسم مسبباً آلاماً مزمنة تؤثر على حياة المريض ووظائفه لعدة سنوات وتتركه محبطاً وخصوصاً عند النساء في مرحلة منتصف العمر.
ولا يوجد سبب معروف لهذا المرض ولكنه مرض حقيقي وأعراضه حقيقية، وقد يأتي كثير من المرضى محبطين لأنهم قد زاروا الكثير من الأطباء وقيل لهم من قبل الأطباء أو من قبل اقربائهم بأن اعراضهم هي عبارة عن تهيؤات وأعراض نفسية، وعلى الرغم من ان هؤلاء المرضى قد يكونون عرضة للضغوط والاكتئاب نتيجة هذا المرض المزمن إلا ان المرض بحد ذاته لا يسبب هذا المرض ولكن قد يكون هناك آثار ضغط جسدي أو نفسي أو بعض أمراض الغدد الصماء أو التهابات المفاصل التي تحدث قبل بداية هذا المرض ويعتقد بعض الباحثين بأن المرض له خلفية خلل في المناعة، كما أظهرت الأبحاث أن هؤلاء المرضى لديهم نقص في معدلات مادة السيروتونين (Serotonin) في الدماغ وهي المادة المسؤولة عن الألم والنوم والمزاج.
والأعراض تكون مزمنة وتختلف شدتها من يوم لآخر، وعادة ما تتكون من آلام وتيبسات في جميع أجزاء الجسم وخصوصاً قرب المفاصل وشعور بالارهاق وعدم الراحة حتى بعد النوم وصعوبة في النوم وصداع وخدران في الأيدي والاذرع وشعور بتورم وانتفاخ في الأيدي، بالإضافة إلى ذلك فقد يشتكي المريض أو المريضة من أعراض اسهال أو امساك أو مغص وشدة آلام الدورة الشهرية عند النساء وأعراض اكتئاب مزمن.
وعادة ما يأتي المرضى وقد زاروا العديد من الأطباء واجروا العديد من الأشعات والتحاليل التي لا تجدي نفعاً وذلك لان هذا المرض لا يظهر في هذه الأشعات والتحاليل بتاتاً ولا ينصح باجرائها إلا عندما يريد الطبيب التأكد من عدم وجود مرض آخر بأعراض مشابهة، اما بالنسبة للتشخيص فهو يعتمد على أخذ تاريخ المرض من المريض نفسه وعلى وجود آلام عند الضغط على عدة مناطق في الجسم قرب المفاصل المختلفة في الجسد.
العلاج
إن أهم خطوة في العلاج هي معرفة التشخيص وبعد ذلك شرح المرض لهؤلاء المرضى حتى نساعد على ازالة أوهامهم والحصول على تعاونهم، وعادة ما تتكون الخطة العلاجية من تجنب الارهاق والابتعاد عن الضغوط النفسية وعن الأنشطة التي قد تزيد من الاعراض لدى المرضى، بالإضافة إلى ذلك فإن العلاج الطبيعي والتأهيلي قد يساعد في تخفيف الآلام وتقوية العضلات والأربطة مما يجعلها أكثر مقاومة للاجهاد، كما أن الطبيب المعالج قد يلجأ إلى الادوية المسكنة للآلام والأدوية المضادة للالتهابات والأدوية المرضية للعضلات عند اللزوم، ولأن هذا المرض يكون مزمناً وعادة ما تصاحبه أعراض اكتئاب وتوتر واحباط من قبل المرضى فان الطبيب المعالج قد يلجأ إلى وصف بعض الأدوية الخفيفة المضادة للاكتئاب لفترات قصيرة، أيضاً استخدام حقن الكورتيزون الموضعية في المواضع الشديدة الألم، اما بالنسبة للطب البديل كالابر الصينية والحجامة وغير ذلك فانه لا مانع من تجربتها إذا كان المريض يشعر بتحسن معها، ويجب التنويه بأن هذه الخطة العلاجية قد لا يكون الغرض منها إزالة المرض تماماً وكلياً بشكل دائم ولكن الغرض هوالتحكم في الاعراض والتقليل من شدتها وحدتها بشكل كبير يسمح للمريض أو المريضة بالتمتع بحياة طبيعية خالية من الآلام بإذن الله.