أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحه التعليمات بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هناإذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.
اخر المواضيع
قائمة الاعضاء
افضل 20 عضو
الدخول

قـصـة ســعـــد

حفظ البيانات؟
الرئيسية
التسجيل
فقدت كلمة المرور
البحث فى المنتدى


دردشة عراقنا شات عراقنا دردشة عراقية شات عراقي
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 قـصـة ســعـــد

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عـالم توون108




عدد المساهمات : 2
تاريخ التسجيل : 03/08/2013

قـصـة ســعـــد Empty
مُساهمةموضوع: قـصـة ســعـــد   قـصـة ســعـــد Emptyالسبت أغسطس 03, 2013 5:12 pm

أمسك بالمظروف وجعل يقلبه فى يده وأمعن فيه نظره ؛ إنّه منها من ( سُعاد ) . ألقاه أمامه بجوار كومة من الخطابات ؛ ورفع حاجبيه ، وارتسمت على شفتيه ابتسامة واهنه ؛ آخر ماكان يتوقعه فى هذا الوقت خطاب يأتيه من ( سُعاد ) ؛ كان آخر خطاب تلقاه منها منذ سنة تقريباً ؛ وكان قد توقف تماماً عن مراسلتها .
أحكم معطفه الثقيل حول جسده وأشعل سيجارة ؛ وسرح بعيداً مستغرقاً فى تفكير عميق .

لقد جرى فى النهر الكثير من المياه يا سُعاد ! .

قابلها لأول مرة فى ( القاهرة ) ؛ فبينما هو جالس فى كافيتيريا محطة الأتوبيس الفاخر ؛ اذا بمجموعة من الفتيات بصحبة ثلاثة رجال ؛ يرتدين بذات التدريب الرياضية ، يملأن المكان من حوله ؛ لفتت نظره من بينهن بشدة ؛ بقوامها الممشوق المعتدل ؛ وسمرتها الخمرية وأديم بشرتها الصافى ؛ وشعرها الفاحم السواد الناعم المتهدل على كتفيها بغجرية محببة ؛ وعينيها الكحيلة ؛ وحاجبيها المرسومين بدقة ؛ وأنفها الدقيق الذى يعلو شفتين قرمزيتين صغيرتين مكتنزتين شهيتين .
استوعب ملامحها فى لحظات خاطفة ؛ والتقت عيناها بعينيه فأشاح بوجهه بعيداً . فإذا بها تتقدم لتحتل المقعد أمامه تفصل بينهما طاولة صغيرة ؛ وهى تغمغم مستأذنة ؛ وخلعت ببساطة سويتر بذلة التدريب ، وألقته بعفوية على الطاولة أمامها ؛ ليبدو صدرها المتكور الناهد يكاد يقفز من الـ ( تى شيرت ) الأحمر ؛ الذى ارتسم عليه رقم (10) ؛ وتدلت بين نهديها سلسلة ذهبية أنيقة تحمل أيقونة زرقاء دقيقة . وسرعان ما أحاطه سرب الفتيات يتضاحكن معها ويتكلمن بصوت عال ويتغامزن ، وكل واحدة منهن تحاول بطريقة ما جذب انتباهه ؛ فقد لفت بدوره نظرهن بملابسه العسكرية ووسامته الواضحة ؛ وفهم من حديثهن الدائر حول مباراة لكرة اليد ؛ أنهن يشكلن فريقاً على مستوى محافظات الجمهورية ، وقد فرغن اليوم من مباراة حاسمة مع فريق محافظة القاهرة فى التصفية النهائية ؛ وكان الفوز حليفهن ؛
بفضل مهارة وقيادة الكابتن ( سُعاد ) .
أحس بهيمنتها على رفيقاتها ؛ ولاحظ أنها تحرك يديها كثيراً وهى تتكلم ؛ وتعجَّب فى نفسه لصغر كفيها ... كيف تمسك بكرة اليد وتتلقفها ؟! . انتبه لنفسه ؛ وأحس بحرج ودقة موقفه ؛ فنظر فى ساعته ثم قام من مكانه واشترى بعض الجرائد والمجلات ؛ وركب الأتوبيس واتخذ مكانه المحدد ؛ وأخذ يتصفح الجرائد ؛ يفتح كل جريدة على صفحة الكلمات المتقاطعة ؛ وفى دقائق قليلة يكون قد أتى عليها بقدرة استثنائية غريبة . وأثناء انهماكه فى حل الكلمات المتقاطعه ؛ بدأ الركاب يتوافدون يصعدون الحافلة ويتخذون أماكنهم ؛ فقد اقترب موعد قيام الأتوبيس ؛ وفوجىء بها ؛ بالكابتن
( سُعاد ) تشاركه الجلوس فى المقعد المجاور . اضطرب قليلاً عندما لامس جسدها الدافىء جسده ؛ وأزاح نفسه للداخل وتحامل على نفسه حتى يكون بينهما فاصل ما .
اهتز الأتوبيس وهو يتحرك خارجاً من المحطة ؛ ومال يميناً وشمالاً من أثر بعض المطبّات ؛ فاصطدمت كتفها بكتفه عدة مرات ؛ وهو يحاذر ويتمالك نفسه بصعوبة وقد تصلب جسده حتى لا يتحرك أو يميل ؛ بينما تركت هى لنفسها العنان تروح وتغدو بحركة بندولية متعمدة .
وعندما خرج الأتوبيس من زحام القاهرة الخانق ؛ وانسابت حركته فى الطريق السريع ؛ وتعلقت عيون الركاب بجهاز التلفزيون المعلق بمقدمة الأتوبيس يتابعون أحد أفلام الحركة لـ ( فان دام ) ؛ التفتت إليه الكابتن ( سُعاد ) ؛ ولفحت أنفاسها الحارة رقبته وهى تقول له فى صوت أشبه بالهمس :
- كابتن .... صباح الخير .
فالتفت إليها بسرعة وهو فى حيرة ؛ لايكاد يعى ماسمعه ؛ ولا يعرف بماذا يرد عليها ؛ فالتقت عيناها الكحيلة بعينيه ؛ وافتر ثغرها المبتسم عن أسنان نضيدة بيضاء كاللؤلؤ ؛ وعادت تقول :
- صباح الخير ياكابتن ... ممكن لو سمحت ؟! ... مجلة صباح الخير من فضلك .
- آاه ..... تفضلى .
وناولها مجلة صباح الخير ؛ أخذت تقلب أوراقها بسرعة بسرعة ؛ وهو يلمحها بطرف عينه ؛ ثم أغلقتها بضجر ؛ ودفعتها نحوه .

لقد جرى فى النهر الكثير من المياه يا سُعاد ! .

أشعل سيجارة ثانية ؛ وابتسم وهو يتذكر جرأتها الطفولية فى التحرش به ؛ وكيف استشعرت تحفظه الشديد وحياءه الواضح من اضطرابه ؛ واتسعت ابتسامته عندما تذكر سؤالها الماكر له :
- انت ضابط ؟! .
فقد كان يرتدى ملابسه العسكرية ؛ وتبرق فوق كل كتف نجمة وحيدة ذهبية اللون . وأعلى عضديه يتألق شعار القوات الخاصة ( الصاعقة ) ؛ وتزين صدره شريحة أنواط يعلوها شعار المظلات .
لايدرى ؛ كيف فكت عقدة لسانه ، ودفعته إلى الكلام ؛ وكيف استغرق يشرح لها فى جدية وإسهاب طبيعة عمله ومايتطلبه من كفاءة بدنية وتدريب مستمر واحتراف كامل فى الإشتباك والدفاع عن النفس ؛ والقفز بالمظلات من
الطائرات ؛ وتجاذبا أطراف الحديث وكل منهما يواجه الآخر بنصف وجه منصرفين تماما عمن حولهم . وبينما
هو مستغرق فى شرحه ؛ قطعت حديثه فجأة لتسأله :
- هل تحب لعبة كرة اليد ؟ .
فأجابها متردداً بعد برهة :
- نعم .
وبسرعة ؛ فتحت حقيبتها ؛ لتخرج ألبوماً أنيقاً صغيراً للصور وهى تقول :
- أنظر ياكابتن .... ؟
ونظرت إليه مستفهمه عن اسمه ؛ فرد بتلقائية :
- المُلازم مجدى .
وضعت ألبوم الصور أمام ناظرية واقتربت منه والتصقت بجسده القوى ؛ لتصل إلى أنفه رائحة بدنها مختلطة برائحة عطر خفيفة مُسْكرة . أخذت تقلب صفحات الألبوم ببطء ؛ وتتابعت الصور لفريقها فى مناسبات مختلفة ؛ وهى تتصدره دائما ورقم (10) يزين صدرها ؛ ولا تتوقف عن الكلام والتعليق على الصور ... حتى جاءت صورها وهى بلباس البحر ... رائعة الجمال ... فا تنة .
أشاح بوجهه ؛ وأغلقت ألبومها بسرعة وهى تطلق صرخة مكتومة مفتعلة لا تخلو من مرح .
ساد الصمت بينهما قليلاً ؛ لتتابع هى الكلام :
- حظى جيد فى اللعب ؛ وسىء فى الدراسة .
ودون أن يسألها ؛ تابعت حديثها ؛ فأخبرته عن رسوبها فى امتحان الثانوية العامة لأول مرة فى حياتها ؛ وأنها تتمنى
النجاح فى الإعادة لتنتقل إلى الحياة الجامعية ؛ ليمسك هو بطرف الحديث من جديد منهمكاً بجدية يشرح لها بإخلاص ضرورة الإهتمام بالمستقبل وكيفية المذاكرة الناجحة وتحصيل الدروس .
قطع الأتوبيس المسافة الطويلة بسرعة ؛ وأخذ المُلازم مجدى ينظر فى ساعته باستغراب وقلق ، ويتطلع من النافذة بجواره ؛ لم تعد سوى دقائق قليلة ويدخل الأتوبيس مدينة ( المنصورة ) ؛ أخذ يطوى جرائده المفتوحة ويتهيأ للنزول
فى محطته القادمة ؛ وشعرت هى بذلك ؛ فالتفتت إليه بسرعة ؛ وسألته بجرأة :
- هل أحببت من قبل ؟!
فاحمرت أذناه واصطبغ وجهه خجلاً ؛ فكررت سؤالها بإصرار :
- هل أحببت من قبل ؟!
فأجابها بعد تردد :
- لا .
- طوال عمرك ؟!
فلم يرد ؛ فعادت تسأله بحزم :
- طيب ؛ ولماذا لم تحب ؟! .
ارتجّ عليه القول ؛ ولم يحر جواباً ؛ فضحكت ضحكة قصيرة مغتصبة وقالت له :
- ممكن نكون أصدقاء ؟!.... إننى أرتاح إليك كثيراً ... أنت تختلف كثيراً عن الآخرين .
ولم تمهله ؛ سحبت من بين يديه مجلة ( صباح الخير ) ؛ وفتحت صفحة الغلاف وكتبت على هامشه الداخلى عنوانها بالكامل ؛ وهى تقول له :
- ادعُ لى بالنجاح .
فردد :
- ربنا يوفقك ... ربنا يوفقك .
كان الأتوبيس يخترق مدخل مدينة المنصورة ؛ وقد خفف من سرعته تمهيداً للوقوف على الرصيف المخصص له بالمحطة ؛ فقامت من مكانها لتفسح له طريق النزول ؛ وهمست فى أذنه :
- أكتب لى دائماً .... لاتنسانى .

( كيف ينساها ؟! ) ؛ أشعل سيجارة ثالثة ؛ كانت أول مرة له يخاطب فيها فتاة ؛ وقد تعلق قلبه البكر الظمىء بـ ( سعاد ) ؛ تلك الفتاة التى أقتحمته فى سهولة ويسر .

لقد جرى فى النهر الكثير من المياه يا سُعاد ! .

داوم على مراسلتها سنة كاملة ؛ يشجعها على الإجتهاد فى المذاكرة والتحصيل ؛ ويغريها بحياة حافلة بالجامعة ؛ ويوعدها من طرف خفى بمستقبل مشرق ؛ ويلوح لها بحبه ؛ فتعلقت به بشدة تبثه شوقها وهيامها ؛ وتبعث له بكل
أخبارها صغيرها وكبيرها فى إسهاب مطوّل ؛ وترسل له من آن لآخر بعض صورها ؛ وتؤكد له اجتهادها واصرارها
على النجاح والإلتحاق بالجامعة حتى يسهل لقائهما .
أنهى الملازم مجدى الفرق التكميلية بنجاح ؛ وانتقل ليخدم فى إحدى التشكيلات العاملة . كان رغم كفاءته القتالية المشهود لها ؛ خجولاً حيياً طيباً مُستقيماً فى حياته الخاصة مثالياً فى كل شىء ؛ وقد تعرض كثيراً بسبب ذلك لسخرية زملائه لحيائه وقلة خبرته فى الحياة ؛ ولحظه العاثر ؛ أوقعته الأقدار مع قائد وحدته الأعزب زير النساء شرِّيب الخمر
؛ المتباهى بذلك ؛ كان أول درس تلقاه هو وزملاؤه منه فى أول يوم لهم ؛ هوالإقدام على فعل أى شىء وكل شىء .
قال لهم فى أول لقاء له معهم :
- نحن ضباط القوات الخاصة خلاصة ضباط الجيش ؛ يلزم أن تكون لنا خبراتنا الخاصة فى كل شىء ؛ يلزم أن نقتحم
كل شىء ولانهاب شىء .... نفعل كل شىء بحدوده القصوى ... التدريب لأقصى مدى ... الجدية والإلتزام والعسكرية المنضبطة لأقصى مدى .... وفى أجازاتنا المتعة والإستمتاع لأقصى مدى ..... القوات الخاصة هى المدرسة الأولى
لرجال المخابرات ؛ وهو منتهى أمل كل واحد منكم .... كيف تكون رجلاً من رجال المخابرات وأنت لاتعرف طعم الخمر وتأثيرها ؟! .... كيف تكون رجلا للمخابرات وأنت تذوب من لمسة امرأة ؟! ..................
والغريب أن قائده هذا كان يستهوى زملاؤه من الضباط الصغار الذين يخدمون فى التشكيلات العاملة لأول مرة ؛ يتخذونه المثل الأعلى والقدوة ؛ ويعاملونه باحترام كبير . كان يتمتع بهيبة وشخصية قوية مسيطرة ؛ لا تفلت منه الأمور أبداً ؛ ويفصل بسهولة بين العام والخاص ؛ بين العمل الجاد والمتعة الشخصية .
وصح المثل القائل ( من عاشر قوماً أربعين يوماً صار واحداً منهم ) ؛ فما بالنا ورب البيت بالدف ضاربٌ ! .
بدأ زملاؤه يتبارون على النساء فى أجازاتهم ؛ ويتنافسون على الإيقاع بهن ؛ وأصبح لكل منهم سجله الحافل يتباهى
به ؛ وظل هو بسجل فارغ ؛ يكتب لها .... يكتب لـ ( سُعاد ) ؛ وكل تفكيره معلق بها لايتعداها لغيرها . يقضى أجازاته القصيرة فى مدينتة ( المنصورة ) ؛ يخرج ليلاً بأدوات الصيد ؛ ويقبع بالساعات بصبر عجيب على شاطىء النيل .

كان ذلك ؛ حتى أوقعوه فى الفخ .

لقد جرى فى النهر الكثير من المياه يا سُعاد ! .




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عـالم توون109




عدد المساهمات : 2
تاريخ التسجيل : 03/08/2013

قـصـة ســعـــد Empty
مُساهمةموضوع: رد: قـصـة ســعـــد   قـصـة ســعـــد Emptyالسبت أغسطس 03, 2013 5:13 pm

جزاااااك اله كل خير ع هذا الموضوع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قـصـة ســعـــد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قـصـة أمـ
» قـصـة الرغبة
» قـصـة المتــســولة
» قـصـة الخـائـن
» قـصـة الـزهـايمر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
دردشة عراقنا :: منتديات عراقنا الادبية :: منتدى القصص والحكايات-
انتقل الى:  

بدعم و تطوير من : منتديات اور اسلام
Powered by Ourislam1 . Copyright © 2012