هـــــــــــــــــــي
لم استطع أن امنع نفسي –من شده سعادتي- من ارتداء البالطو الأبيض أثناء ذهابي في أولي أيامي لكلية الطب وأنا ارتسم لنفسي أحلام ورديه لن تتحقق إلا بعد سبع سنوات عجاف وبمجرد دخولي الكلية اختفت كل مظاهر الفخر والإعجاب وحل محلها مشاعر الخوف والرهبة بعد أن تيقنت من أنني لست الوحيد الذي التحق بتلك الكلية وارتمي علي عاتقي مسئوليه المهنة- وأي مهنه- ثم بدأت مشاعر الرهبة تخبو تدريجيا بعد أن تعودت علي هذا المناخ الجديد والمريب وبعد انتهاء يوم شاق من المحاضرات تجولت قليلا في طرقات الكلية كي أتعرف علي أقسامها وجذبني مشاهد الطلبة والطالبات وعلاقاتهم التي مازالوا يستحلونها لأنفسهم وقد نسيت هدفي تماما حتي أنني لم انتبه إلي اللافتات وسرت في طرقات احد الأقسام ومازالت بقايا من مشاعر الافتتان تراودني اقتربت من احدي الغرف المغلقة بعد أن دفعني فضولي المصري كالمعتاد لاقتحامها وفجاه ودون مقدمات سابقه بمجرد أن وقعت عيناي عليها ولأول مره في حياتي تصلبت قدماي وانتفض كياني بأكمله وكأن أصابني ألف ماس كهربائي وتوقف قلبي عن النبض وغرقت في بحر من العرق الغزير حتي عجزت كل مناديلي الورقية عن منعه لم أجد شي اكسر به حاجز الصمت سوي أن أغلقت الباب خلفي بسرعة وأمسكت بقلبي بين يدي لاتاكد انه مازال علي قيد الحياة انطلقت بسرعة نحو باب الخروج ولأنني لأول مره أراها في حياتي راح ذهني يرسم صوره لها صوره الجثة