كان من أعز أصدقائي أقابله كل يوم ونسعد ببعضنا ولكنني هذه المرة قابلته حزيناً ، وجدته مهموما ، جالسته منهاراً ، حاورته باكيا .
كنت معه بالأمس في تاريخ 29/12/1425هـ وقد نحل جسمه ، ورقّ عظمه ، وتدلت وجنتاه .
سألته مستغرباً : ما بالك ،وما الذي حصل لك ؟
قال لي : أشعر بدنو أجلي وقرب رحيلي فها أنا قد فني شبابي وضعفت قوتي وفقدت حيويتي .
قلت له : تفاءل بالخير وما بك إلا العافية ؟!
قال : الحمد لله ولكن لابد أن أرحل الآن وذلك خير لي .
قلت : خير لك !!!!
قال باكياً: نعم ، خير لي لقد عشت بين أحضان أمة تبغي الذلة ، أمة تبحث عن الهوان ، أمة تبعية ، أمة منهزمة وأمة وأمة......!
فقلت من تقصد : قال أقصكم أنتم يا أمة الإ......اليوم ، يا من أضعتم الأمجاد وفرطتم في دينكم ، ولجأتم إلى الدنيا فتنافستموها .
فقلت له خجلاً : يا أيها الشيخ الهرم وكيف كانت أمة الأمس ؟
قال : كان أسلافكم العظماء هم خير من مشى على هذه الأرض كانوا هم القادة الفاتحين والمجاهدين المخلصين وكانوا هم السباقين في شتى المجالات .
وفجأة وإذا به قد أثقله العناء من حال أمته وأبنائها .كح كح كح
دنوت منه فإذا هو يصارع الموت فلقنته الشهادة وفاضت روحه إلى بارئها تحمل الأسى والحزن .
ذهب ليحل مكانه غيره .
فهل عرفتم هذا الشيخ الهرم ، إنه شيخ ومربي كل واحد منا ، ألا وهو عامنا المنصرم عام 1425هـ
هكذا كان حاله مع من فرط فيه ولم يعمل فيه ويجعل له بصمة بارزة تُذكر له
وعدت من تشييع شيخي الهرم إلى منزلي فإذا بي أبشر بمولود جديد ."ولكنه ولد فتياً "
قابلته فرحاً ، وجدته مطمئناً ، جالسته متشوقاً ، حاورته متفائلاً.
كنت معه في هذا اليوم 1/1/1426هـ وقد عَظُمت بنيته ، وقوي عظمه ، وأوتي بسطة في الجسم .
سألته متعجباً : ما سبب كل هذه السعادة وهذه القوة التي تحملها ؟
فقال ضاحكا : " ألعب حديد "هههههههههههه
جئت متفائلا إلى الدنيا بسعادة لا توصف جئت لأعيش بين أمة تطرد الذل وتبغي العزة ، ترفض الهزيمة وتطلب النصر ، أمة إذا قالت فعلت وإذا وعدت أنجزت ، أمة ليست كأيّ أمة ، أمة عظيمة لا تقارنها عظمة غيرها من الأمم ، أمة تعيد الأمجاد وتعود إلى دينها لتكون في عظمة أسلافها .
فقلت له : ماذا تتوقع لهذه الأمة في المستقبل ؟؟
فقال بنبرة واثقة : أتوقع أن يكون لهذه الأمة مستقبلا مشرقا زاهرا بعودة مقدساتها واستعادة أراضيها وتكاتف أبنائها .
فقام مسرعاً يريد الذهاب .....
فقلت له : تو الناس ، دعني لأكمل الحوار معك
فقال قولة حق لا مثيل لها : لا تكفي الأقوال وأنا منطلق من الآن لتحقيق الأفعال .
فهل عرفتم هذا الرجل القوي المتفائل .
نعم ، إنه عام 1426هـ جاء يحمل في طياته الكثير من الآمال والانتصارات فساندوه وقووه .
فهيا بنا ولنشمر عن سواعدنا ولننطلق معه لتحقيق أهدافنا.