تقدرون........ فتضحك الأقدار**الأستاذة فاتحة رامي
كانت تشعر أنها أخذت أكثر مما تستحق وأن الحياة وهبتها السعادة وأشفقت عليها. وأن الحظ ابتسم لها أخيرا لأنها إلتقت الإنسان الذي أحبها وقدرها وغير حياتها حيث أصبحت ترى باسمة أكثر من ذي قبل. فكل يوم ابتسامتها تتسع للقائه في دنيا الأحلام...ومع توالي الأيام عرض عليها الزواج، ارتج كيانها من وقع المفاجئة فنطقت ودموع الفرح في عينيها إنني مغرمة بك إلى حد جعلتني لا أرى شيئا يضاهيك في حياتي، فأنت صديقي وتوأم نفسي وقلبي.. أريد أن أبقى معك إلى الأبد، أجابها أنا أيضا أبادلك الشعور نفسه، والليلة سأكلم والدي في الموضوع وأحدد معه يوما لزيارة عائلتك. وفي الغد وقفت أمام محطة الأوتوبيس كعادتها تنظر إلى الساعة متلهفة للقاء أحمد، إنه يوم ليس كغيره من الأيام، إذ سيخبرها بموعد خطوبتهما، وهذا ما يجب أن يدعوها إلى التفاؤل الشديد، ومحو السوداوية التي تعششت في كيانها بأنها لن تجد شخصا مثل أحمد يحبها كل ذلك الحب...لكن مرت الساعات وأحمد لم يحضر، ساورها الشك من أن يكون مكروها أصابه، وفي دوامة قلقها جاء أحمد والتعب باد على وجهه، وأخبرها بلا مقدمات بأنه مرغم على الابتعاد عنها لأن والده الثري أقسم له إن هو تزوج فتاة جامعية سيحرمه من الميراث، وأنه مجبر على الرضوخ له، ودعها بحرارة المهاجر الذي لن يعود، وبقيت هي كالهائمة تذرف الدموع وتعيد شريط ذكريات الحب التي جمعتها وأحمد...
ومرت سنين على هذا اللقاء الدامي، وشاءت الأقدار أن يموت والد أحمد وتأتي حبيبة الماضي للقيام بواجب العزاء. شكرها أحمد وقدر لها عطفها وتذكرها له، وطلب منها المغادرة حتى لا تحجس أمه ريثما يوافيها في الخارج، لكنها رفضت الانصراف وأصرت على أن تقابل أمه قائلة جئت لآخذ نصيبي من الميراث فزمن الخفاء قد ولى فأنا زوجة أبيك الثانية....