على وشك الانفلات من بين ثناي الحلم ،تبقى صيحات المستقبل الغامض مدوية في داخلي ،لأتيه المرة تلوى الأخر فأسبر أغوار حلمي الهارب .أتوقف للحظات من غفوة التيه ، وأنزاح بدون وعي في التفكير في أشياء لامعنى لها.هكذا ..غامض حتى مع ذاتي الجريحة .
ماأزال أحاذر من نفسي ، من همومي ، من وجعي ،من هسيس الكمات ، من لغة الإيماءات ، من ضحكات الأطفال ، من ....كنت كلما ضاقت بي المضاجع وليت بنفسي إلى مكمن هادئ استرخي وأعجه إلى سبات ساكن راكض غير مبال بما تختلج به النفس من فوران كالبركان.
طيب ، يجب أن لا أترك الأيام الخوالي ترحل دون أن توشم على قلبي وصاياها .صرخت عاليا :
سحقا ،حتى لا أغوص في الوحل مرة أخرى ، يجب أن أكون أكثر صرامة ، انزياحا راديكالية ، يجب أن لا أتيه مع المواقف التي تجترح ما تبقى من الذكريات .
أن أصادر كل الأشياء التي تعج بها ذاكرتي ، أمر يبدو أكثر حمقا ،أكثر انفعالا ، وأكثر اندحارا نحو أفول غامض.
حتى لا أكترث من كل الأشياء ، حتى لا أتيه مع التافهات ،أعلن أنني لست مسؤولا عن الحروب و الخراب ، لست معنيا بدقات الطبول وزغاريد النساء ، لست معنيا بهدير البحر وهجير الظهيرة ، فقط معني بغضب مكتوم مخنوق بأريج الرحيل .
معني برائحة الهزيمة ولون الليل ورحيل الأحبة …..سأموت …لامحالة وأترك كل الأشياء المنسية بداخلي ستجهش بالبكاء…
كرجل لا تعنيه الحكاية …لا البداية …ولا النهاية …أقول : لا دخل للبحر في حكايتي….
أنا رجل الهوس ….كسديم الريح تبدو سيرتي….كصفير الريح ….كموت الجبناء ….كهدير الحزن…..
أربض على شرفة التاريخ أنتقي من صفحات الليل ، أيقونات ومناديل مطرزة بالفرحة ، أكتم أنفاسي الأخيرة ….أعلن وداع حيلتي…أفر إلى نهاياتي …
أعانق الهواء الطلق ، أحلق مع الحمام الزاجل ، أكتب سيرتي للخائبين ، أرقش حكمتي على صفحة الماء ، أرسم مشنقة لشنق الذكريات ، ثم ، أتيــــــــــــه……
أصاحب فارس الريح ، أسكن في حجر الليل ، ألتحف بأغنيات العشق ، أصرخ عاليا :
أنا كأي رجل لاتعنيه الحكاية …….